جزيرة كمراناليمنية التريخية

مار يمن : شوقي القاضي
يشاهد الزائر لكمران بقايا فارسية في منخفض على بعد ثلاثة أميال إلى الشرق من مدينة كمران يحتمل ان يعود تاريخها إلى عهد الاحتلال الفارسي لليمن بين سنة 575م وسنة 620م .

ولقد مرت بكمران بشدائد وأهوال نتيجة للغزوات من الأسطولين البرتغالي والعثماني في القرن السادس عشر الميلادي .

وفي سنة 1513 م حاول البرتغاليون احتلال عدن بقيادة الفونسو ديبلوا كيرك ، ولما فشلوا توجهوا إلى كمران حيث بقوا أيام عاثوا فيها فساداً ونهباً وقتلوا حاكمها الشريف محمد بن عبد العزيز بن سفيان وعدد من موظفي إدارته .

وفي سنة 1515 م وصل الأسطول المصري بقيادة سليمان باشا وحسين الكردي ومنها أرسلا إلى الملك عامر بن عبد الوهاب بن طاهر في تعز طالبين منة تموينات غذائية ويظهر إن الملك عامر خشي أن تتحول سواحل اليمن إلى ميادين تتصارع فيها الدول الكبرى حين ذاك وهي الدولة العثمانية ومصر والبرتغال ، فأراد أن يتجنب المتاعب ليتفرغ لمشاكله الداخلية الكثيرة فرفض أن يستجيب للطلب وأمر حاكم الحديدة محمد بن نوح بأن يمنع إقلاع ثلاث سفن كانت محملة بالمواد الغذائية في طريقها إلى الجزيرة .

وحين ذاك بداء الغزو المصري لليمن ، فتوجه حسين الكردي بسفنه إلى الحديدة ورماها بالمدافع وهدمها ، ثم أمر جنوده بالنزول إلى المدينة ونقل أحجار الميناء وأخشابها إلى كمران حيث بنى فيها حصناً متيناً ومسجداً وجبانة لدفن الموتى ..وفي المسجد أدى حسين الكردي وضباطه وجنوده صلاة عيد الأضحى .

وفي سنة 1517 م وصل الأسطول البرتغالي إلى عدن بقيادة لوب سواريز إلا أنة أجل عملية غزوها إلي ما بعد عودة من جدة ، ولما لم ينجح في مهمته في جدة أبحر إلى كمران واستولى عليها وبنى حصناً قوياً وقضى فيها ثلاثة اشهر انتشر فيها الوباء وفتك بعدد كبير من جنوده ، فغادرها إلى عدن ، إلا انه وجد عدن قد استعدت لمقاتلة ، فأضطر إلى العودة إلى الهند خائباً .

وثمة قصة غريبة تقول إن الجزيرة كانت جزءاً من مهر الأميرة كاثرين اميرة برنكازا عند زواجها من ملك بريطانيا شالرز الثاني في سنة 1662 م .

وفي سنة 1882 م أحتل الأسطول العثماني الجزيرة وهدم الحصن البرتغالي فيها.

وفي نفس العام تأسس مؤتمر الصحة العالمي فشيدت الحكومة العثمانية محجراً صحياً للحجاج المسافرين إلى من مكة المكرمة إلى الهند وملايا وأندنوسيا وغيرها من بلدان الشرق الأقصى.. واستفاد سكان كمران الأربعة آلاف من الحجاج العشرة آلاف الذين يأمون الجزيرة كل سنة كما استفادوا من السفن التجارية والحربية التي كانت تزورها .

وفي سنة 1895 أنشأت الحكومة العثمانية محطة لتقطير الماء العذب من الماء البحر وكانت كمية الماء المقطر خمسين طناً .

وفي 1915 أثناء الحرب العالمية الأولى انتزع البريطانيون الجزيرة من العثمانيين بعد أن توجهت إليها حملة عسكرية من عدن . وأعادت الإدارة البريطانية بناء محطة التقطير لتقطير نفس كمية الماء في سنة 1934.

وفي سنة 1949 أصدرت الحكومة البريطانية قانوناً يجعل حاكم عدن حاكماً على كمران من بين واجباته تعيين نائب عنة فيها ، ومنذ ذالك الحين بدأت شرطة عدن المسلحة تتمركز في الجزيرة للمحافظة على الأمن والنظام.

وحين شيدت الحكومة السعودية محجراً صحياً في جدة في سنة 1951 انتهى عمل المحجر الصحي في الجزيرة ووجد الكمرانيون أنفسهم بدون عمل فضاقت بهم الحال ولم تحاول الحكومة البريطانية إنقاذهم من نكبتهم غير إقراضهم قيمة شباك النايلون لصيد السمك فأضطر كثير من الأهالي الهجرة إلي المملكة العربية السعودية وعدن وجزيرة ميون بر تهامة للبحث عن مصدر رزق … ويعمل معظم السكان في صيد السمك المتوفر في جزيرتهم فيجففونه ويصدرونه إلى شرق أفريقيا.